الرؤى المستقبلية للقاهرة

فى الوقت الذى يتم فيه الاعداد لمخطط القاهرة 2050 يجب التعرض للمقومات الأساسية التى يقوم عليها هذا المخطط، وتناقش الورقة البحثية الإمکانيات العمرانية التکنولوجية المتاحة فى القاهرة – کإحدى هذه المقومات –والتى يمکن أن تقود قاطرة التنمية للقاهرة حتى 2050 ومن ثم فإن التعرض للتجارب المختلفة للعديد من المدن العالمية والتى نهجت نفس النهج يمکن أن تنقح الرؤية المستقبلية للقاهرة، فعلى الرغم من قلة عدد الدول التى عملت على صياغة سياسات واضحة فى مجال العلم والتکنولوجيا، فإن أقل من ذلک هى الدول التى عملت على ربط السياسات العلمية والتکنولوجية بالخطط الإنمائية ورسمت مبادرات محددة تهدف إلى تنفيذها. ولذلک فأن الدول التى ستقوم بعملية الربط بين سياساتها التکنولوجية وخططها التنموية هى الدول التى ستکون بها مراکز السيطرة على المعلومات وأنظمتها وهى نفسها التى ستلعب دوراً أساسيًا فى اقتصاديات العالم وهى أيضًا التى ستحافظ على استدامتها لعقود طويلة، وتلک الدول يمکن أن نطلق على مدنها تسمية " المدن العالمية ". والسؤال هو هل يمکن للقاهرة أن تتواجد على الخريطة العالمية لهذه المدن التکنولوجية؟ وهل يمکن أن تقود المشروعات العمرانية الذکية بها قاطرة التنمية المستدامة لمصر فى القرن الواحد والعشرين؟ هذا ما ستتناوله هذه الورقة البحثية ويجب الانتباه إلى أن من أهداف هذه المدن هو استقطاب قطاع الأعمال والسکان، وإذا کان السکان هم المشغل الأساسى لبرامج المدن الإنمائية فإن الابتکار والحداثة والرغبة فى إحداث التغيير هم أدوات هؤلاء السکان لتحقيق الأهداف التى قد تبدو بعيدة، ولذلک فإن الرؤية المستقبلية للقاهرة القائمة على البعد التکنولوجى يجب أن تعتمد على الموهبة والموارد البشرية المتاحة، وتمتلک القاهرة العديد من المقومات التى تساعد فى تحقيق الرؤية الموضوعة لها مثل المؤسسات والموارد والثقافة والتاريخ وعناصر الجذب والعلاقات الدولية والبنية الأساسية مع اسعراض الرؤى المختلفة لبعض المدن العالمية فى أمريکا وماليزيا والهند والتى اعتمدت على على مقوماتها المحلية والبشرية لتحقيق تغيير إيجابى من أجل الوصول للتنمية المستدامة سيتم تنقيح الرؤية المستقبلية للقاهرة، واقتراح استراتيجية تطوير منطقة الدراسة بها.